السلف.. هل كانوا نخبة؟!

السلف.. هل كانوا نخبة؟! نور رياض عيد - غزة ربما تكون الطريقة التي تعرض بها سيرة السلف الأوائل هي أحد أسباب صناعة التطرف الديني والإحباط النفسي عند مسلمي اليوم، تحت عنوان "أين نحن من هؤلاء؟" يبدأ الخطباء بجلد ظهور المصلين وهم يحدثونهم أن فلانًا من السلف الصالح كان يختم القرآن كل يوم، وأن آخر كان يغشى عليه كلما سمع آية فيها ذكر النار، وأن ثالثًا كان يصلي ثلاثمائة ركعة يوميًا، ورابعًا لم يكن ذكر الموت يفارق فكره وحياته، وخامسًا لم يترك صلاة الجماعة طوال أربعين سنة، وسادسًا وسابعًا و.. وأمام هذه الطريقة في استعراض سير رجال القرون الأولى، تبدأ المقارنة بين المجتمعات الإسلامية الأولى، وبين المجتمعات المعاصرة، فتكون النتيجة هي النظرة السلبية للمجتمعات المسلمة اليوم. لعل قائلًا يقول: ما المشكلة في أن نذكر سير السلف الأوائل؟ هل هذه الأخبار غير صحيحة؟ الإشكالية التي يسلط المقال الضوء عليها ليس في صدق هذه الأخبار أو كذبها، مع أن احتمالية الكذب والمبالغة واردة جدًا، وبالقطع فإن عددًا مما يروى من أخبار السلف فيه كذب ووهم، فالكذابون قد كذبوا على رسول الله صلى الله عليه وس...