غزة في مواجهة الظلم والظلام!!

غزة في مواجهة الظلم والظلام!!
نور رياض عيد

شاهدت التحقيق الذي عرضته قناة الجزيرة يوم أمس حول مشكلة الكهرباء، والذي حمل اسم: غزة تحت الظلم والظلام، علمًا أن هذا التقرير ركز على محطة توليد الكهرباء فقط... ومما يؤسف له أن هذا التقرير لم يأخذ من الاهتمام الغزي بقدر حجم مشكلة الكهرباء.
ويؤسفني أن أقول هنيئًا لمن يتاجر بنا، فشبابنا رغم حصولهم على شهادات جامعية إلا أن عددًا منا ما زال لا يمتلك العقلية العلمية المطلوبة، تلك العقلية التي توجب علينا أن نحاكم القول دون أن ننظر لقائله، وأن نقبل الحق من أي إناء خرج.

في الهم العام..
من أخطر ما يعيشه الشعب الفلسطيني –وأخص الشعب- هو انحراف بوصلته، وذلك أنه في معظم المشكلات التي تحدث لا يوجه الشعب الفلسطيني غضبه تجاه الاحتلال، أو تجاه الفاسدين من أبنائه الذين يمتصون دماءه.. أولئك الذئاب الذين لا تهمهم إلا جيوبهم، ولا ينظرون إلى اسم أو انتماء صيدهم الذي يريدون افتراسه، بل نبقى في دائرة مغلقة من الاتهام والاتهام المضاد.

حديثي إلى الفتحاويين..
بكل ألم أقول: إن أولئك المستفيدين من أزمة الكهرباء والمسجلين على حركة فتح، لن يحرجهم هذا التحقيق الذي دعمته الجزيرة بالوثائق، واستشهدت فيه بتصريحات شخصيات فتحاوية، إنما سيكتفي أولئك المستفيدون بأن يقولوا لشباب فتح: لا تنظروا لذلك التحقيق فقد عرضته الجزيرة (قناة الكذب والفتنة هكذا سيسمونها)، وعليكم أن تعلموا أن هذا التحقيق أنتجته حركة حماس، وعليكم أن تستمروا في تحميل المسئولية لحركة حماس، وأن تدافعوا عن موقف حركة فتح.
والنصيحة التي يجب أن تذكر، أن الشباب الفتحاوي ينبغي ألا يؤجر عقله، وأن يشاهد التحقيق، وأن يعلم أن هذا التحقيق قد يكون صادقًا، وأن هناك من حركتي من يستغلني ويتاجر بمعاناتي.
إن هناك ملفات أخطر من قضية الكهرباء تاجر فيها شخصيات كبرى في حركة فتح، وأساؤوا لفتح ولنضالها ولتاريخها، فلماذا تغلقون عقولكم وآذانكم وقلوبكم؟ ليكن الشيطان هو الذي أنتج التحقيق، ألا يمكن أن يصدق وهو كذوب؟!
     لو حاول الفتحاوي تبرير حصول حكومة رام الله على الضرائب الكبيرة جدًا من توريد النفط لتشغيل المحطة.. لكن يأتي التساؤل: لماذا لا يستفيد الشباب الفتحاوي في غزة من هذا الكنز الجديد الذي حصلت عليه حكومة رام الله؟ ولا أقل من الإشارة إلى معاناة ألوف الشباب الفتحاوي من تفريغات 2005م.

حديثي إلى الحمساويين..
للوهلة الأولى سيفرح الحمساوي بهذا التحقيق، وسيعتبره مؤكدًا لرواية حركة حماس، وأن المسئول الأول والأخير عن الأزمة هو السلطة في رام الله.
لكن هناك أمور طرحها التقرير، من الواجب أن يفكر فيها الشباب الحمساوي:
أولًا: لقد قدم المجلس التشريعي السابق تقريرًا مفصلًا حول الورطة التي اسمها شركة توليد الكهرباء، وقد طالب بضرورة البحث عن حلول للتخلص من هذه النكبة، وهذا يعني أن هناك دورًا رقابيًا كان يقوم به ذلك المجلس، وهذه نقطة تسجل له بغض النظر عن تطبيق التوصيات أو عدمها، وهذا يوضح أن هناك من حركة فتح من كان لديه توقع مستقبلي بهذه الأزمة.. وهذا يبين لنا عقم استفادة حماس من تجارب السابقين، أو حتى الاطلاع عليها.

ثانيًا: من الواضح أن أزمة (محطة التوليد) شعرت بها السلطة السابقة، ولأسباب متعددة لم تستطع التخلص منها، لكن التساؤلات: لماذا لم تهدد حماس هذه المحطة بأي تهديد؟ لماذا لم تفكر حماس في إشعار المستثمرين الكبار في هذه الشركة بأن محطتكم في خطر؟ ليس لدي اقتراح محدد في هذا الموضوع، وأعلم أنها مسألة بحاجة لحسابات ذكية، لكنها نقطة مثيرة حقًا.. مع ملاحظة أن تقرير الجزيرة أظهر أن ما تقدمه المحطة هو (60) ميجاوات فقط، من مجموع ما يصل إلى غزة في هذه الأيام وهو (208) ميجاوات، أي أنها تعطينا في هذه الأيام أقل من الثلث.. ألا يمكن أن يكون أولئك المستثمرون قد زرعوا في حماس من يخوفها من تهديد المحطة حفاظًا على مصالحهم؟ وليس كل الظن إثمًا.

ثالثًا: لماذا قبلت حماس أن تعمل في شركة توزيع الكهرباء لتواجه الجمهور وتطالبه بالدفع في ظل علمها أن الأزمة ستبقى مستمرة، وأن المبالغ التي يدفعها المواطن كبيرة جدًا؟ وبذلك أصبحت كالموظف الذي يعمل عند الإقطاعي.. وطالما أن هذه المعلومات موجودة عند حماس لماذا لم تبذل قصارى جهدها في التوسع في تزويد غزة بالطاقة البديلة، وتشجيع مشاريع الطاقة الشمسية منذ سنوات طويلة خاصة بعد الثورة المصرية؟  
أسئلة تحتاج لإجابات، وقد تكون كلها تساؤلات خاطئة..

والله الهادي،،،

https://www.youtube.com/watch?v=iRdjD_K4qXU

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السخرية من سن التسعين!!

إيثار.. لا يخطر على بال!!

هل يجوز رفع صوت الراديو بالقرآن الكريم إذا كان يؤذي الجيران؟