نبش القبور!!

نبش القبور!!


نور رياض عيد
يحلو لبعض الناس أن ينبش القبور وأن يعيش بين الأموات، بدلًا من النظر للأمام، والتفكير في المستقبل، ودراسة التاريخ لاستخلاص عبره.
لا زلنا إلى اليوم نعاني من ويلات ذلك الصراع الذي حدث بين صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليتنا ندرس قتالهم لاستخلاص الدروس وتقييم التجربة السياسية التي أورثونا إياها، لكن بعض الأمة اليوم يدرس التاريخ ليتعصب كل واحد منا لطرف، ثم يقف ضد آخرين، وجميع الذين نحاكمهم اليوم قد أفضوا إلى ما قدموا.
ولا يزال بعض من يكتب أو يدرّس العقيدة في هذه الأيام مصرًا على أن يُحمّل تلاميذه السيوف ليخوضوا معركة الدفاع عن العقيدة ضد أهل القبور من المرجئة والدهرية والمعتزلة والجهمية والخوارج (وغيرها من الفرق التي ربما لم يسمع عنها الطالب طوال حياته).
ومن مظاهر تلك النفسية: أن تأتي ذكرى وفاة أحد القادة أو الزعماء فبدلًا من تقييم تجاربهم للاستفادة منها، نخوض معركة التأييد أو الخصومة، وربما نتجادل ونختلف حول حكم الترحم عليهم أو لعنهم، وهكذا..
فلنقرأ التاريخ لنعتبر بما فيه.. ومخطئ ذلك الذي لا يدرس تاريخه، بحجة أنه لا يجوز الاقتراب من أخطاء السابقين، فيحدث الخلط بين المبادئ والأشخاص، وقد يضيع المبدأ لحساب الأشخاص.
يا قوم.. لن يحاسبنا ربنا على ما فعل أسلافنا، لكن سيحاسبنا على أفعالنا نحن... لقد لخص القرآن الكريم حال السابقين فقال: " تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُون".

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السخرية من سن التسعين!!

إيثار.. لا يخطر على بال!!

هل يجوز رفع صوت الراديو بالقرآن الكريم إذا كان يؤذي الجيران؟