ماذا سنقول للعالم؟!



ماذا سنقول للعالم؟!
نور رياض عيد

لا زلت أذكر في موسم الحج قبل الماضي يوم أن كنت أركب سيارة أجرة، ورافقني في الطريق شابان أندونيسيان، تجاذبنا أطراف الحديث وذلك حينما علما أنني فلسطيني من غزة.
سررت كثيرًا باهتمامهم بقضية فلسطين، ومتابعتهم لأخبار القدس والأقصى، وحزنهم على ما يحدث في القدس من حفريات وتهويد.
قبل أن أنزل من السيارة سألني أحد الشابين وكأنه يسائل نفسه: لكن لا ندري لماذا يتقاتل المجاهدون في فلسطين؟ لماذا يتقاتل مجاهدو حماس ومجاهدو فتح؟!
حينها سكت، ولذت بالصمت، فالصمت أبلغ في جراح مصائبنا من الفم.
من المهم حينما يخرج ساستنا ليمارسوا الردح والردح المضاد أن يتذكروا أولئك الذين يعشقون فلسطين ويحبون أهلها وينتظرون يوم تحريرها.
الأصل أن تكون نظرتنا أن الشعب الواحد كالأسرة الواحدة، فحينما يقتتل الإخوة الأشقاء داخل البيت الواحد، فإن الأب سيكون متألمًا مجروحًا بغض النظر عن المحق أو المبطل من أبنائه، فكلهم أبناؤه، والألم ألمه!
صراعاتنا ومشكلاتنا وردحنا الداخلي سواء كان داخل فصيل واحد أو بين الفصائل أو المستقلين أو من أي أحد فلسطيني يضرنا كلنا ويؤخر قضيتنا، ويؤذي كل محب لنا.
إن بلغت بنا القسوة إلى درجة أننا لا نرحم أنفسنا، فلنرحم محبينا في الخارج، أولئك الذين يقتطعون من قوت أبنائهم حتى يرسلوا لنا الأموال... فلنفكر قبل أن نتقاتل: ماذا سنقول للعالم؟
إن تفكيرنا بهذا السؤال، ربما يجعلنا نخجل من أنفسنا، وربما يدفعنا لنصلح من أحوالنا.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السخرية من سن التسعين!!

إيثار.. لا يخطر على بال!!

هل يجوز رفع صوت الراديو بالقرآن الكريم إذا كان يؤذي الجيران؟