لماذا قبّل يد المسؤول؟!

لماذا قبّل يد المسؤول؟! نور رياض عيد منذ صغري وأنا أكره عادة تقبيل اليد احترامًا لفلان أو علان.. لم أكن أحبها، وكنت أراها ذلًا على الرغم من عدم إدراكي لمعانيها وأبعادها في طفولتي.. وفي حياتي لم أٌقبّل يد أحد –من باب الاحترام والتقدير- إلا مرات قليلة معدودة، وفي مناسبات محدودة. ولئن أقنعنا أنفسنا بأن هذه العادة في بعض الأحيان تعبر عن نوع من الاحترام والتقدير، إلا أن تكرار هذه العادة صباحًا ومساءً تصبح نوعًا من الإذلال أكثر من كونها احترامًا.. فما معنى أن يقبل الابن يد والده أربع أو خمس مرات في اليوم ثم يتبعها بأن يضع جبينه على يد والده ليظهر مزيدًا من الانصياع؟؟!! لقد سررت حينما أخبرني أحد مشايخي بأنه يرفض أن يقوم أبناؤه بتقبيل يده، وقال: "هناك عدة طرق بإمكان أولادي أن يعبروا عن برهم وحبهم لي غير تقبيل اليد". لو حاول أحد أن يستثني الوالدين لفضلهما ويرى أن هذه العادة يحسن ممارستها مع الوالدين فقط، فليس له إلا أن يقشعر جلده وهو يرى أجسادًا تنحني لتقبيل يد طفل صغير لأنه ابن رئيس الدولة!! أو يرى بعض الموظفين يقبلون أيادي المسئولين في الصباح والمساء طالبين البركات...