أولئك الذين يسألون!!

أولئك الذين يسألون!
نور رياض عيد

"السؤال نصف العلم" هكذا قال المجربون، لكن في العالم غير المتقدم، فإن السؤال سبب الطرد واللعن.
في العالم الثالث يعد طرح السؤال جريمة، يمكن أن تعيش في رعب اسمه "رعب السؤال".. كيف لك أن تسأل عن حاضرك أو مستقبلك أو حتى ماضيك؟ كيف لك أن تسأل عن المشروع السياسي الذي تحمله الدولة أو الحزب؟؟ من الذي أعطاك حق السؤال كي تسأل: ماذا أنجزنا؟ وأين وصلنا؟؟ وكم تبقى؟؟
هذه الأمور السؤال عنها أشبه بالسؤال عن يوم القيامة، لا يجوز لك أن تسأل عن موعده، وعليك أن تكون مؤمنًا كل الإيمان بأن كل ما يفعله الزعماء هو حق، ولا يجوز أن تشك لحظة في عبقريتهم، وصدقهم، وأنهم على طريق الحق سائرون!
أدوات الاستفهام هي أسلحة الإنسان العاقل، الذي يفتح من خلالها الأقفال، وينتقل من ساحة إلى ساحة جديدة.. لكن في العالم الثالث تصبح هذه الأدوات رصاصات إن استخدمتها ستتحول إلى صدرك، وسترديك قتيلًا، وإياك أن تطلق النار على نفسك، بسلاح: متى؟ ماذا؟ لماذا؟ كيف؟
فالأمور تمام.. والأوضاع بخير.. وكل شيء على ما يرام.. فاطمئن.. وأغلق فمك، ولا تسأل..
إن قدرتك على طرح الأسئلة يعني أنك إنسان تفكر، وبداية المعرفة تبدأ من طرح السؤال، وإذا بدأنا بالسؤال بدأت رحلة الشغف المعرفي للبحث عن إجابات، والإجابات تفرض عليك أن تعد الخطط، وتصمم البرامج وتحدد الآليات من أجل الوصول للأهداف.

اسأل يا صديقي.. فالعلم يدرك بلسان سؤول، وعقل عقول!!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السخرية من سن التسعين!!

إيثار.. لا يخطر على بال!!

هل يجوز رفع صوت الراديو بالقرآن الكريم إذا كان يؤذي الجيران؟