ما قبل حد الرجم!!
ما قبل حد
الرجم!!
نور
رياض عيد
جدل
كبير عايشناه قبل مدة على إثر قيام تنظيم الدولة "ما يعرف باسم داعش"،
برجم امرأة ارتكبت جريمة الزنا في سوريا كما جاء في الشريط..
وتناقش
الكُتّاب في مشروعية الرجم في الإسلام، لكن ما أود الإشارة إليه في هذا المقال:
أنه إذا كان حد الرجم-الذي أرجح قول جماهير العلماء بأنه باقٍ ولم ينسخ- يشكل
جزءًا من التشريع الجنائي الإسلامي، فإنه يشكل من وجه آخر جزءًا أساسيًا من النظام
الاجتماعي الإسلامي، وذلك لأنه يحافظ على مؤسسة الأسرة التي تعد اللبنة الأساس في
بناء المجتمع.
ومن
المهم الانتباه إلى أن العقوبة هي العلاج الأخير: "آخر العلاج الكي"، وحينما
تُقدِم الدولة المسلمة على العقوبة فإنها تُقدِم عليها بقلب الأب الحنون الذي
يعاقب ابنه وقلبه يتقطع شفقة وحزنًا، ويتمنى لو أنه لم يضطر لهذه العقوبة!
السؤال
الذي يطرح هنا: مع إقرارنا بهذه العقوبة، لكن أين بقية النظام الاجتماعي؟ أين
الحلول العملية التي يقدمها الإسلاميون لبقية المشكلات الاجتماعية مثلًا؟ لماذا
يبدأ بعضنا بنظام العقوبات ولا يقدم رؤى واضحة في بقية الأمور؟!
وأضرب
لذلك أمثلة منها:
·
الطلاق مشكلة
مخيفة تتصاعد أعداد ضحاياها في المجتمعات الإسلامية.. ما هي الحلول المبدعة التي
قدمناها؟ ما هي المشروعات العملية للتخفيف من هذه المشكلة؟
·
الزواج:
صعوباته، وارتفاع سن الزواج، وعدم قدرة الشباب على توفير الشقة والمهر وتكاليف
الفرح.. ما هي المشاريع الواقعية المطروحة؟!
·
أين المؤسسات
التربوية والإعلامية الراقية والمتطورة التي بنيناها أو ننوي بناءها؟ وأتمنى عدم
التعامل بسذاجة مع هذا الأمر، فحينما تفسد أخلاق الجماهير بمئات الفضائيات
والمسلسلات والأفلام والكليبات، لا يليق أن نقول بأننا واجهناها بفضائية أو اثنتين
بدائيتين.
·
تربية الأبناء في
هذا الزمن المعقد، في ظل وسائل التكنولوجيا التي تدخل كل حجرة، وفي ظل ضعف سلطة
الوالدين على الأولاد لأسباب مختلفة.. ما الجديد الذي لدينا؟
·
في عدد من بلدان
العالم الإسلامي تمتهن عدد من النساء الرقص والبغاء لأجل الحصول على لقمة العيش،
وهذه قصة تدمي القلب... فما هي حلولنا العملية لتشغيل هؤلاء النسوة؟! وأين برامجنا
لتأهيل البغايا والراقصات للعودة إلى الحياة كنساء محترمات؟!
وختامًا:
حياة الناس الاجتماعية تغص بالمشكلات، وإسلامنا نظام متكامل، العقوبة جزء من
أجزائه، ولكنها ليست مكونه الرئيس، لذلك فتطبيق الشريعة يكون بتقديم مشاريع عملية،
وحلول واقعية، ودراسات إحصائية، ولا نريد خطبًا عاطفية، ودروسًا وعظية!!
[ملاحظة:
المقال ليس تعليقًا أو مناقشةً لما قام به تنظيم الدولة، وإنما هو دعوة لأبناء
الحركات الإسلامية للتفكير في هذا الأمر]
كلام جميل
ردحذف