المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, 2015

الإنسان أولًا..

صورة
الإنسان أولًا!! نور رياض عيد إن رقي أي أمة يقاس بمدى احترامها للإنسان، فالإنسان هو أولوية الأولويات، وإن دين السماء نزل إلى الأرض ليخدم الإنسان ويرفع من شأنه، وأي تصرف غير إنساني هو بعيد كل البعد عن الدين، فأهداف العبادة في ديننا تتلخص في أمرين اثنين: الأول التعظيم لأمر الله، والثاني الشفقة على خلق الله كما يذكر الإمام الرازي في تفسيره. لقد كشفت لنا سورة الماعون صفات الإنسان المكذب بالدين، فهو إنسان علاقته بربه سيئة فصلاته يؤخرها عن وقتها ويرائي بها الناس، وعلاقته بخلق الله قائمة على القسوة، فهو قاسٍ على الأيتام، وغير حاض على إطعام المساكين، ومانع للماعون وهو أقل ما يعين به الناس بعضهم بعضًا. في سنة 1973م -كما يذكر الشقيري مقدم خواطر- يمشي رجل ياباني كفيف في محطة قطار في اليابان، فيقع ويموت، فتصدر الحكومة اليابانية قرارًا بتخصيص ممرات خاصة بالمكفوفين في كل شوارع اليابان، والكفيف الياباني اليوم يتحرك في كل شوارع اليابان دون مساعدة أحد، والفكرة مطبقة في دول متعددة، والهدف احترام الإنسان!! ولقد سجل لنا القرآن الكريم عتابًا للنبي الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم ليس على قتل ك...

حجوا تموتوا: أهذا مقصد الحج؟!

صورة
حجوا تموتوا: أهذا مقصد الحج؟! نور رياض عيد إنه لسؤال محرج أن يوجهه شخص غربي إليك قائلًا: ما هذا الدين الذي يرسل أتباعه كي يموتوا في السعودية؟! وهل الموت مقصد من مقاصد الحج لديكم يا مسلمون؟ وإني أسابق القارئ المستهتر بمثل هذه الأسئلة، ويعتبر ذلك خوفًا من الغرب، فأقول: إن رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام رفض أن يقتل من يستحق القتل خوفًا على سمعة الإسلام، وقال لمن طلب منه قتل ابن سلول رأس النفاق: "دَعْهُ، لَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ" متفق عليه. يريد بعض المسلمين أن يقنعنا أن الله يريد لنا أن نموت في الحج، وأن من يقتل من الحجاج وسط الزحام تحت الأقدام قد حقق أسمى المنى.. وأن علينا ألا نعزو موت الأعداد الكبيرة من الحجاج إلى تقصير أو استهتار.. بل هو إرادة الله وقضاؤه فقط... وإذا كنا نتألم من حوادث موت الحجيج فإن ما يؤلمنا أكثر هو الخطاب الذي يصدر عن الأمة بعد هذه الحوادث. وعند النظر في مقاصد الحج وأهدافه نجد العكس تمامًا، فالحج رسالة حياة وليس رسالة موت.. الحج يبعث في الأمة معاني السلام والطمأنينة والراحة... الحج فيه ماء زمزم الذي أ...

إني معجب بالغرب!!

صورة
إني معجب بالغرب!! نور رياض عيد يغضب بعض المسلمين حينما يسمعون أحدًا يثني على الغرب، بل ويرى بعضهم أن في ذلك خدشًا للإيمان، وجحودًا لمحاسن الأمة، والحقيقة غير ذلك، فإن الإنصاف من الدين، وقد علمنا إسلامنا أن نقول للمحسن أحسنت في المجال الذي أحسن فيه ليزداد، حتى وإن اختلفنا معه في بقية المجالات. وعلى الرغم من موقف الصدام الذي أخذه كثيرون من أهل الكتاب من الرسالة المحمدية، إلا أن القرآن الكريم كان يلفت انتباه المسلمين إلى الخير الموجود عند أهل الكتاب ويثني عليهم: ) وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ.. ( . إن العالم الغربي اليوم له إيجابيات كثيرة تدفع المسلم أن يبدي إعجابه به، خاصة حينما نقارن بينه وبين عالمنا العربي، وإذا أردت أن ترى ذلك فاعقد مقارنة بيننا وبينهم في عدد من الأمور التي يتفق الجميع على احترامها: (الحرية – البحث العلمي – القراءة - النظافة – احترام المعاقين والفئات المسحوقة- حقوق العمال – احترام الوقت- ...) والقائمة تطول. إن خوف الثناء على الآخرين والاستفادة مما عندهم تسطير على عدد منا لأسباب مختلفة، لكن ذلك لم يكن عند ...

ثقافة الممكن!!

صورة
ثقافة الممكن!! نور رياض عيد "صناعة القائد"، "صناعة المثقف"، "صناعة الخطيب"، "صناعة النجاح"، "صناعة الوعي" إلخ.. من الجميل أن تغزو كلمة "صناعة" ميادين كثيرة في حياة الناس.. ومفاد هذه الكلمة أن الإنسان صاحب إمكانيات عالية وبإمكانه أن يتدرب ويتعلم ويكتسب مهارات كثيرة، وأن النجاحات لا تقوم على المواهب فقط كما يظن بعض الناس، بل إن الإنسان إذا وجدت لديه الملكات الرئيسة المتعلقة بالمجال الذي يريد أن يبرع فيه فالتمرين سيمكنه من ذلك، وقد قال سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام: «إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَإِنَّمَا الْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ، وَمَنْ يَتَحَرَّ الْخَيْرَ يُعْطَهُ، وَمَنْ يَتَّقِ الشَّرَّ يُوقَهُ» . إن قدرات عظيمة دفنت بسبب كلمات قاتلة قيلت، مثل: "أنت لست موهوبًا في هذا الأمر – هذه المهارة لا تتطور بالتدريب – مهما تدربت فلن تصل"، وما من شك أن هناك نسبة قليلة من الناس لديهم موهبة عالية في بعض الأمور، لكن هذا لا يعني أن بقية الناس عاجزون عن تحقيق نجاحات ملحوظة في مجالات كثيرة حتى وإن لم يكونوا من ذو...

د. أحمد يوسف يعتذر!!

صورة
د. أحمد يوسف يعتذر!! نور رياض عيد كثيرون منا يتحدثون عن ثقافة الاعتذار وعن جمالها وأهميتها، لكن قليل هم الذين يطبقونها، وقليل من المطبقين من يحسنون التطبيق، وبعض الذين يطبقونها خاصة من القادة والسياسيين، يتفننون في إفراغها من مضمونها، فتصبح أشبه بالتبرير والعناد أكثر من كونها اعتذارًا. وتكمن روعة الاعتذار حينما تصدر من شخص تشعر أنه صادق، وأن أفعاله تتطابق مع أقواله، وأنه حريص على تصويب المسار وتصحيحه. ليس بيني وبين الدكتور أحمد يوسف معرفة شخصية، لكني معجب بالكثير من أفكاره، وأُكْبِر فيه حرصه على الوحدة الوطنية، ورفضه الاقتتال الداخلي، ورؤيته الواقعية للقضية الفلسطينية دون تشنج أو سباحة في الخيال. وقد قرأت كتابًا للدكتور أحمد يوسف بعنوان "مذكرة النصيحة" وهو عبارة عن مجموعة رسائل أرسلها للقيادة الفلسطينية: (عباس – مشعل – هنية – دويك –فياض) تلحظ في الرسائل الأدب وجميل الخطاب، والحرص على الوطن. وما أريده في هذا المقال ذلك الاعتذار الذي قدمه د. أحمد يوسف عن "الكل" الفلسطيني، المتمثل في الجيل القيادي والفصائل الفلسطينية المختلفة، هذا الاعتذار الذي ينم عن...