المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, 2014

انتكاس فطرتنا!!!

انتكاس فطرتنا!!! نور رياض عيد أن يقوم وزير نرويجي أو سويدي بالذهاب لوزارته سيرًا على الأقدام أو في المواصلات العامة فهذا أمر غير لافت لأنظار النرويجيين أو السويديين.. لماذا؟ لأنهم يتعاملون مع الأمر على أنه طبيعي، فهذا الوزير هو موظف في الدولة مثله مثل أي موظف، وما يفعله هو شيء عادي فما الغريب؟! أن يفعلها وزير في العالم العربي فكل شاشات التلفزة ينبغي أن تصور، ويجب أن تنتشر الصور في كل مواقع الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي و... وسبب ذلك ببساطة: أن فطرتنا أمست منتكسة، وصرنا نتعامل مع الوزير على أنه أعظم من البشر فذاته مقدسة، وتواضعه هو منة يمتنّ بها علينا. والعجيب أن بعض زعمائنا فهموا نفسيتنا، فنجد الواحد منهم يأتي فيفعل فعلًا معينًا كأن يمشي بين الناس أو يحمل مكنسة أو أي فعل من هذا القبيل ليتكلم الناس عن تواضعه، وليحاجج أمام الملأ بأنه سيد المتواضعين، والصور التي التقطت هي خير شاهد، وما أجمل تلك الحكمة العطائية التي تقول: " من أثبت لنفسه تواضعاً فهو المتكبر حقاً". في أزمنة رشد أمتنا كان الناس يتعاملون مع الخليفة و الزعيم على أنه أجير، وفي أزمنة التيه والضياع ص...

الأولويات في التبرعات!!

صورة
الأولويات في التبرعات!!   نور رياض عيد ما من شك أن قدرتنا على ترتيب أولوياتنا يساهم في حل كثير من أزماتنا ومشكلاتنا، ويقود أمتنا نحو التقدم والرقي، ولعل ترتيب الأولويات يكون أكثر إلحاحًا في المشكلات الأكثر تأزمًا، كمشكلة قلة المال اللازم للمساهمة في التخفيف من الفقر، أو لتشييد المشروعات الخيرية، وهذا ما دفعنا للحديث عن الأولويات في مجال الصدقة والتبرع. والمتابع لأحوال المتبرعين يجد الخلل واضحًا في هذا الجانب، وقد ذكر الدكتور يوسف القرضاوي - في كتابه "في فقه الأولويات"- شيئًا من ذلك، ففي موسم الحج يذهب لأداء المناسك جمع غفير من الأثرياء ليحجوا للمرة الثانية والثالثة، ولو طلب منهم أن يقدموا هذا المال من أجل نصرة إخوانهم في دولة من البلاد المحتلة أو المنكوبة لرفضوا ذلك، حفاظًا على تلك اللذة الروحية التي يشعرون بها وهم يؤدون الشعائر، مع أن نصرة إخوانهم المظلومين والمسحوقين فريضة وحجهم للمرة الثانية والثالثة نافلة. ومما نشاهده أيضًا أنك لو طلبت من الناس أن يتبرعوا لبناء مستشفى أو مدرسة أو مكتبة في مدينة هي في أمس الحاجة لذلك، لأعرضوا عن هذه الفكرة، لكنك...

نحتاج إلى أقفية!!

نحتاج إلى أقفية!! نور رياض عيد- غزة لقد كان المؤرخ نبيه فارس ثاقب الفكر وهو يكرر تلك العبارة القائلة: "إن العرب والفلسطينيين لا يحتاجون عقولًا البتة، بل أقفية" ويقصد بذلك أننا نمتلك عقولًا ذكية لكن ما ينقصنا هو أن يجلس الأذكياء على كراسي الدرس، ويمضون الساعات والسنوات الطويلة منكبين على الكتب لدراسة التجارب، وإجراء الأبحاث والدراسات المعمقة، التي يزود بها صناع القرار ورجال الإعلام والسياسة ( [1] ) . ومن الملاحظ أن فصائل العمل الوطني تنجح في استنفار الناس للعمل المسلح، وتقديم التضحيات وتحقيق الإبداع العسكري رغم قلة الإمكانيات، بينما لا زالت تلك الفصائل تفشل في تحقيق نجاح كبير في عالمي السياسة والثقافة، وربما يكون هذا أحد أسباب آلامنا. إن من أكبر مشكلات السياسة أن يفكر السياسي بعقلية الجندي المقاتل، أو بعبارة أخرى أن يسيطر التفكير العسكري على السياسيين، فيشيع في تفكيرهم: "ليس لدينا ما نخسره، وعليّ وعلى أعدائي، سنقاتل حتى آخر رجل، والعالم كله ضدنا ولا فائدة من كسبه إلى صفنا، ولا بد أن يرضخ العدو لكل شروطنا ... إلخ"، وبذلك نعطي إجازة مفتوحة للعقل والفكر لت...

بياع إنجازات!!

بيّاع إنجازات!!                                                           نور رياض عيد من لم يجرب الحكم ولم يعرف صعوباته يبقى ينظر للأمور بطفولية يحاول من خلالها أن يرسم الدولة الفاضلة والإنجازات الكبيرة، والمشاريع الخيالية، ويوم أن يجلس على الكرسي تتغير نظرته وتتوقف تجارة الإنجازات إن كان صادقًا. ليس سرًا أن الإسلاميين يوم أن كانوا بعيدين عن الحكم، وبدأوا بالتنظير لبرامجهم، رسموا للشعوب المستقبل المشرق، ولم يحدثوهم عن شيء من تاريخ الإسلام سوى عن الازدهار منقطع النظير الذي حدث في فترة خلافة عمر بن عبد العزيز، فلم يبق فقير ولا أعزب في الأمة، حتى أكلت الأطيار من خير المسلمين كما تذكر الروايات التي نقرأها دون فهم ملابساتها، وكأن التاريخ لم يعرف حقبة سوى تلك الفترة.. وكأن الأمة لم تعش عام مجاعة في زمن ال...

حزب ينظف شارعًا!!

حزب ينظف شارعًا!! نور رياض عيد ينقل لنا الداعية محمد أحمد الراشد تجربةً جميلةً فيقول:"وقد رأيت من محاسن حزب العدالة والوحدة الإسلامي في أندونيسيا أنهم إذا قاموا بمظاهرة في جكارتا يخصصون فرقة منهم لتنظيف الشارع والمكان الذي قامت فيه المظاهرة من الأوراق والنفايات، ولاحظ ذلك بعض رجال الصحافة فكتب عن نمط إسلامي جديد في العرف السياسي". دور الأحزاب في حياة الشعوب ينبغي أن يكون دورًا رائدًا راقيًا يساهم في بناء نهضتها، فتعزيز ثقافة النظافة وصناعة المجتمع النظيف خطوة مهمة في طريق النهضة والحضارة، وذلك لأن البيئات النظيفة تسودها الأخلاق الراقية والكلمات المهذبة والعبارات الرقيقة، والعكس صحيح. ما أحوج الأحزاب الفلسطينية إلى ترسيخ ثقافة النظافة في نفوس أبنائها!! وما أجمل أن ننقل تجربة حزب العدالة والوحدة في أندونيسيا إلى بلادنا!! فمن المعلوم أن للنصر استحقاقات، وأن الشعوب المنتصرة تمتلك مجموعة من العادات والثقافات التي تؤهلها لاستحقاق النصر، وهذه الثقافات ينبغي أن تتحقق بدرجة عالية حينما يتعلق الأمر بأمة تريد أن تقود ركب الإنسانية، فالنظافة والنظام واحترام الإنسان وحسن است...

شوية.. شوية!!

شوية.. شوية.. نور رياض عيد الأوطان المجروحة بحاجة شديدة إلى أصحاب القلوب الملذوعة، الذين تحترق قلوبهم من أجل إنجاح مشاريع أمتهم، وتحقيق أهدافها. ذكرت اليهودية جولدا مائير في مذكراتها، أنها في مرحلة من مراحل حياتها كانت تعمل ست عشرة ساعة بلا انقطاع، حتى استطاعت هي وغيرها تأسيس دولة الكيان وتقوية أركانها. للأسف الشديد من يراقب سير كثير من المشاريع -خاصة الحكومية- في بلادنا يستشعر حجم الكسل والبطء الذي تتحرك به.. فما يحتاج إنجازه لشهر يستغرق خمسة أشهر، وما يحتاج لسنة يأخذ سنتين، وهكذا... فضلًا عن الحديث عن الجودة في العمل، ولا ننسى التأخير في المؤسسات الصحية الذي يودي بحياة الأبرياء. وأنا هنا لا أتكلم عن المشاريع التي ينقصها التمويل، إنما أتحدث عن مشاريع وجد تمويلها وبدأ تنفيذها، لكن يتم العمل بها على الطريقة العربية: شوية.. شوية.. وكأنه - في هذه الشوية - لا مواطن يتضرر، ولا مصالح تتعطل. لا زلت أذكر وأنا صغير مشروع إعداد بنية تحتية وتعبيد لعدد من الشوارع في منطقتنا، فقد استمر المشروع وقتًا طويلًا، وكم تضررنا في تلك المدة.. حتى عبّر البعض عن المعاناة قائلًا: "إن ال...

اللعن ضجيج العاجزين!!

اللعن.. ضجيج العاجزين!! نور رياض عيد من يتأمل واقع الناس اليوم يهوله ويزعجه ما يسمع من كثرة اللعن والسب، فكل شيء يلعن في دنيا الناس اليوم، فالناس تلعن وتشتم الأب والأم والحزب والقائد والشيطان والزمن والوضع و..إلخ. والتجربة تدل على أن الماهرين في ميادين السب واللعن والغمز واللمز، هم أكثر الناس عجزًا في ميادين العطاء والبناء كما يقول الشيخ الغزالي، وكأن اللعن هو وسيلة العاجزين المُثلى   في التعبير عن الغضب والرفض. والشتم فضلًا عن أنه منهي عنه شرعًا، فإنه يدل على مجموعة من الأمور، منها: 1- إن كثرة اللعن تعبر عن يأس من إصلاح الملعون، وهذا مخالف لنهج العظماء والمصلحين، فالمصلح يبقى متفائلًا لآخر لحظة، وقد طلب أحد الصحابة من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو على قبيلة من القبائل، فدعا سيدنا رسول الله لتلك القبيلة بالهداية ولم يدع عليها بالهلاك. 2- إنك عندما تكثر من لعن شخص أو شتمه فإنك توحي له بأنك قد حكمت عليه بالخسران المبين، مما يدفعه لعدم التفكير في تحسين وضعه أو تغيير حاله، فضلًا عن أنه سيكره شاتمه. 3- إن في السب تضييعًا للأوقات والجهود، واللّعان يشغل نفسه بما ...