شوية.. شوية!!
شوية..
شوية..
نور
رياض عيد
الأوطان المجروحة بحاجة شديدة إلى أصحاب
القلوب الملذوعة، الذين تحترق قلوبهم من أجل إنجاح مشاريع أمتهم، وتحقيق أهدافها.
ذكرت اليهودية
جولدا مائير في مذكراتها، أنها في مرحلة من مراحل حياتها كانت تعمل ست عشرة ساعة
بلا انقطاع، حتى استطاعت هي وغيرها تأسيس دولة الكيان وتقوية أركانها.
للأسف الشديد
من يراقب سير كثير من المشاريع -خاصة الحكومية- في بلادنا يستشعر حجم الكسل والبطء
الذي تتحرك به.. فما يحتاج إنجازه لشهر يستغرق خمسة أشهر، وما يحتاج لسنة يأخذ
سنتين، وهكذا... فضلًا عن الحديث عن الجودة في العمل، ولا ننسى التأخير في
المؤسسات الصحية الذي يودي بحياة الأبرياء.
وأنا هنا لا
أتكلم عن المشاريع التي ينقصها التمويل، إنما أتحدث عن مشاريع وجد تمويلها وبدأ
تنفيذها، لكن يتم العمل بها على الطريقة العربية: شوية.. شوية..
وكأنه - في هذه الشوية - لا مواطن يتضرر، ولا مصالح
تتعطل.
لا زلت أذكر
وأنا صغير مشروع إعداد بنية تحتية وتعبيد لعدد من الشوارع في منطقتنا، فقد استمر
المشروع وقتًا طويلًا، وكم تضررنا في تلك المدة.. حتى عبّر البعض عن المعاناة
قائلًا: "إن الوصول للبيت بحاجة إلى زوارق بحرية"، وانتقل العمل من شركة
مقاولات إلى أخرى، وكانت حجج التأخير متعددة ومتنوعة، والشركة التي تتولاه تعمل
بأقل عدد من العمال، ولم يسرع القائمون في إنجازه إلا عندما قتل اثنان من العمال
الذين كانوا يعملون في المشروع.
العالم اليوم
يتنافس في السرعة، ويتحدث الناجحون عن أرقام قياسية خيالية في بناء الأبراج
والعمارات الشاهقة، ونحن ما زلنا نعمل على راحتنا: شوية شوية، ونرفع شعار: "كل
تأخيرة وفيها خيرة".
أتمنى أن تؤثر كلماتي
النازفات في كل واحد منا.. لأننا في كل لحظة تأخير ندفع ثمنًا غاليًا، فقد يموت
مواطن، أو يجرح آخر، أو تتعطل مصلحة، وليس لدينا وقت كي نضيعه.
تعليقات
إرسال تعليق