انتكاس فطرتنا!!!

انتكاس فطرتنا!!!
نور رياض عيد
أن يقوم وزير نرويجي أو سويدي بالذهاب لوزارته سيرًا على الأقدام أو في المواصلات العامة فهذا أمر غير لافت لأنظار النرويجيين أو السويديين.. لماذا؟
لأنهم يتعاملون مع الأمر على أنه طبيعي، فهذا الوزير هو موظف في الدولة مثله مثل أي موظف، وما يفعله هو شيء عادي فما الغريب؟!
أن يفعلها وزير في العالم العربي فكل شاشات التلفزة ينبغي أن تصور، ويجب أن تنتشر الصور في كل مواقع الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي و...
وسبب ذلك ببساطة: أن فطرتنا أمست منتكسة، وصرنا نتعامل مع الوزير على أنه أعظم من البشر فذاته مقدسة، وتواضعه هو منة يمتنّ بها علينا.
والعجيب أن بعض زعمائنا فهموا نفسيتنا، فنجد الواحد منهم يأتي فيفعل فعلًا معينًا كأن يمشي بين الناس أو يحمل مكنسة أو أي فعل من هذا القبيل ليتكلم الناس عن تواضعه، وليحاجج أمام الملأ بأنه سيد المتواضعين، والصور التي التقطت هي خير شاهد، وما أجمل تلك الحكمة العطائية التي تقول: " من أثبت لنفسه تواضعاً فهو المتكبر حقاً".
في أزمنة رشد أمتنا كان الناس يتعاملون مع الخليفة و الزعيم على أنه أجير، وفي أزمنة التيه والضياع صار الزعيم إلهًا، فإن أعطى الرعية من بيت المال فبكرمه، وإن منع فبحكمته، ولا يسأل عما يفعل، والرعية يسألون.

وكان الله بالعون!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السخرية من سن التسعين!!

إيثار.. لا يخطر على بال!!

هل يجوز رفع صوت الراديو بالقرآن الكريم إذا كان يؤذي الجيران؟