المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, 2014

أنا رئيس حالي!!

صورة
أنا رئيس حالي!! نور رياض عيد مظاهر الفوضى في حياتنا متعددة، بل أمسى غياب النظام أمرًا عاديًا لا يبعث على النقد والضجر، ويريد كل واحد منا أن يمضي في حياته كلها على مزاجه، لا يقيم وزنًا لأحد، ولا يعمل حسابًا لنظام متبع أو لمسئول. أحد الأسباب التي تقف خلف هذه الحالة، تلك العبارة التي نسمعها بين الفينة والأخرى من بعض الناس حينما يقال لهم: "هذا الأمر الذي تقوم به مخالف لخطة العمل، أو للقوانين المتبعة"، فيجيب قائلًا: "أنا لا أتبع أحدًا، أنا مسئول حالي، وآخذ قراري من رأسي". قد يكون من حقك أن تأخذ قرارك من رأسك إذا رفضت العمل في مؤسسة أو إذا استطعت أن تحيا منفردًا ليس لك أي ارتباط بالآخرين، لكن هناك أمور في الحياة ليس بإمكانك أن تتحلل من كل التزاماتها، وأن تمضي على "حل شعرك" كما يقال. الكون كله بني على وجود رئيس ومرؤوسين، فالذرة تتكون من نواة تعد مركزًا للذرة، وتدور حولها إليكترونات، وسرب الطيور فيه قائد تحلق بقية الطيور خلفه، والأسرة يقودها الرجل وتسنده المرأة لتمضي سفينة الأسرة نحو بر السعادة والأمان. لذا يحرص الإسلام حرصًا كبيرًا على أن يظهر ا...

تنازل لتكسب!!

صورة
تنازل لتكسب!! نور رياض عيد يبدو أن طول أمد الصراعات التي نحياها في عالمنا الإسلامي، وكثرة الاتهامات التي نوجهها لبعضنا البعض بالتنازل والتفريط في الحقوق، جعلتنا نصاب بعقدة الخوف من التنازلات، والتعامل مع كل شيء على أنه من الثوابت التي لا يجوز التنازل عنها، حتى أمسينا ننظر للتسامح على أنه نوع من إهدار الكرامة، وهذا أورثنا حالة من الاحتقان والكراهية والتصلب والشدة في مواطن كانت تتطلب منا اللين والرفق، وجعلتنا نقع ضحية لتعظيم أمور كان من الواجب أن تكون صغيرة محدودة. والحقيقة أن هناك أمورًا كثيرةً يكون فيها التنازل أفضل من التصلب والتشنج، ويكون الأذكى والأتقى هو الأكثر تنازلًا فيها، خاصة في مجال العلاقات الاجتماعية التي يستهدفها المقال بالدرجة الأولى، فليس الذكي هو الأكثر تصلبًا على مواقفه، بل هو الأكثر تسامحًا وعفوًا وصفحًا. فكم من مشكلةٍ صغيرةٍ صارت كبيرةً لرفض أحد الطرفين أن يتنازل عن شيء بسيط! وكم من أسرة هدمت بعد أن كانت هانئة سعيدة لرفض أحد الزوجين أن يتنازل عن شيء تمضي رحلة الحياة بدونه! وكم من صلات قطعت بسبب دراهم معدودة لو تنازل أحدنا عنها لكسب قلبًا! وإن لم تعجبك ...

لا تقعدي يا هند!!

صورة
لا تقعدي يا هند!! نور رياض عيد "اقعدي يا هند" ملأت هذه العبارة مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك على إثر انتشار مقطع مصور يحاول فيه أحد النواب الأردنيين إجلاس نائبة كانت تقف بجواره تجادل نائبًا آخرًا، وهو يصرخ: اقعدي يا هند.. وهند تأبى!! لم يكن الأمر الملفت بالنسبة لي هو مشهد الصراخ بين النواب، فهو أمر متكرر في حياتنا، لكن المستفز في المشهد هو توظيف الدين بصورة سيئة، فعجز النائب عن إجلاس "هند" جعله يدعو على مَن جاء بالكوتة النسائية إلى البرلمان، ثم استدل على كلامه بجزء من حديث نبوي: "وَصَلَاتُهَا فِي مَخْدَعِهَا أَفْضَلُ مِنْ صَلَاتِهَا فِي بَيْتِهَا" -علمًا أنه لم يأتِ بنفس ألفاظ الحديث المذكور ولكن الفكرة واحدة- ولا يهمني تحليل المقطع وبيان المحق من المخطئ فيه، ولا أوافق تلك النائبة -التي لا أعرفها أصلًا- على طريقة حديثها، لكني بصدد التعليق على الاستدلال بالنصوص الدينية في تهميش المرأة. وللأسف يريد بعض المسلمين أن يفرض ذكوريته وأن يهمش المرأة باسم الدين، ويلصق ذلك بالأحاديث النبوية، وكأن الرجال لا يصرخون ولا يتصارعون. ومن يعقد مقارنة، سيقف ...

امرأة في المسجد!!

صورة
نور رياض عيد على الرغم من الجهود المبذولة للعودة بالمرأة إلى عصر النبوة، وتحريرها من سجن بعض العادات والتقاليد التي أُلْبست لباس الدين وهي بعيدة عنه، إلا أن هناك بعض المظاهر التي يستغرب المرء من بقائها، ومنها ما يتعلق بصلاة المرأة في المسجد. فمن الملاحظ أن النساء يذهبن للأسواق أكثر من الرجال، وقد يستغرق التسوق ساعات، مما يؤدي لضياع عدد من الصلوات، خاصة إذا كان التسوق في ساعات المساء، والسؤال الذي يطرح: أين مصليات النساء؟! ولو وجدت هذه المصليات: لماذا لا تفتح أبوابها إلا في صلاة التراويح أو الجمعة؟! يحدثني صديقي الذي يدرس في تركيا: أن النساء في تركيا يدخلن عددًا من المساجد فيصلين في الجزء الخلفي من المسجد، ويفصل بينهن وبين الرجال فاصل خشبي وقد لا يوجد الفاصل، وتمضي الأمور بصورة طبيعية، ولا يحدث كل ما قد يفكر به أحدنا. ولو عدنا لمسجد النبي عليه الصلاة والسلام، لرأينا مشهدًا جميلًا، حيث كانت النساء يصلين معه جميع الصلوات بما فيها صلاة الفجر، ولم يكن هناك فاصل بين الرجال والنساء، فكان الرجال يصلون في الجزء الأمامي، وكانت النساء يصلين في الجزء الخلفي... فلماذا لا يطالب أحد ب...