في الحركة بركة!!

في الحركة بركة!!
نور رياض عيد


لقد قدم المخترع الكبير أديسون هدية ثمينة لطلاب النجاح، إذ قال عن العبقرية بأنها: (1% إلهام، و99% عرق جبين)، وبذلك قطع الطريق على دعاة الكسل والإحباط.
إن من أخطر الأمراض التي تحطم الطاقات، وتضيع المواهب، وتبدد الأحلام: مرض الكسل.. هذا المرض الذي كان النبي عليه الصلاة والسلام يستعيذ بالله منه كثيرًا: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ وَالكَسَلِ"، وكان يقول: "رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ، وَمِنْ سُوءِ الْكِبَرِ".
إنه لمن المؤسف أن تكون نسبة الرسوب في الثانوية العامة بين طلابنا قرابة الـ 40% كل عام، ويحزنك أن ترى شابًا يمضي سنوات من عمره في الجامعة، ثم يتخرج منها بمعدل متدني، وقد لا يتخرج، وهو يرى قلة فرص العمل المتاحة في بلادنا.
من الواجب على كل منا أن يحارب الكسل، وأن ينتصر عليه، وعليه ألا يسلم لنفسه بأنه كسول، وقد كان ابن عباس رضي الله عنهما يكره أن يقول الإنسان عن نفسه: "إني كسلان"، فكأنه يعطيك درسًا في إدارة الذات مفاده: لا تحطم نفسك من خلال كلماتك السلبية.
إن الذي يمضي حياته لاعبًا ونائمًا ولاهيًا لن يفسح لنفسه مكانًا بين الناجحين الصاعدين، فمن جد وجد، ومن زرع حصد، ولن يجني العسل من لازمه الكسل، وقد قال الشاعر لصديقه الكسلان:
أأبيت سهران الدجى وتبيته          نومًا وتبغي بعد ذاك لحاقي؟!
إن الشخص الناجح هو الذي لا ينتصف عليه النهار وهو على فراشه، ولا يشغل الطعام والشراب كل فكره، بل يستيقظ من ساعات الفجر، ولا يأكل إلا إذا جاع، ويمضي في دروب الحياة متعلمًا ومعلمًا، محاربًا للكسل والتراخي، وبينه وبين الفراش هجران وقطيعة، ولا ينام إلا إذا غلبه النوم، ولسان حاله كما حدثنا الإمام أبو المعالي الجويني عن نفسه، فقال: " أنا لا أنام، ولا آكل عادة، وإنما أنام إذا غلبني النوم، وآكل إذا جعت كان ذلك ليلًا أو نهارًا".
قد تمر بالمرء فترة من الكسل والفتور، وهذا من طبيعة النفس الإنسانية، لكن المشكلة أن تطول فترة الكسل وأن يصل فيها الإنسان إلى أدنى الدرجات، وقد قال سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام: "إِنَّ لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةً، وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ، فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَّتِي، فَقَدْ أَفْلَحَ، وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ، فَقَدْ هَلَكَ" [الشرة مرحلة النشاط، والفترة مرحلة الكسل].
يا شباب.. أعلم صعوبة الظروف التي نمر بها، ولكنها أيام محسوبة من أعمارنا، فلنحرص على استغلال كل لحظة فيها، فاغتنم أيام عمرك في اكتساب مهارة، أو قراءة كتاب، أو استماع محاضرة، أو ممارسة رياضة، أو حضور دورة.
وختامًا.. ومن باب زيادة الاطلاع في هذا الموضوع فإني أدعوك لقراءة كتاب "الحرب على الكسل" للدكتور خالد أبو شادي.





تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السخرية من سن التسعين!!

إيثار.. لا يخطر على بال!!

هل يجوز رفع صوت الراديو بالقرآن الكريم إذا كان يؤذي الجيران؟