فنكر يتفشخر!!

فنكر يتفشخر!!
نور رياض عيد

أتعب فنكر نفسه كثيرًا في صناعة أجواء عرسه الذي أراد أن يتحدث الناس عنه زمنًا طويلًا، فكان يريد أن تعرف جارتهم أم كايد من هي أم فنكر التي لم يقدر أحد على مكايدتها.
استأجر فنكر شقة وقام بشراء عفش لبيته بالتقسيط من أفخم أنواع الأثاث، وقد وصلت ديونه لخمسة آلاف دينار، لدرجة أن الشقة لم تعد تتسع لكثرة ما وضع فيها من أثاث!!
أما عن تجهيزات العرس فهو لم يترك شيئًا إلا جهز له ما عدا طعام الوليمة فلا يرى فنكر أن له ضرورة، لأن الجيران سيأكلون ويملأون بطونهم ثم يخرجون يذكرون عيوب الطعام وأهله.
طبعًا لم يقبل فنكر بمطرب واحد في سهرته، بل أحضر ثلاثة بمبلغ 2000 دولار وذلك لأن ابن عمه الذي تزوج قبل عام أحضر مطربين، وأما عن فرقة الفدعوس فاستمرت تطبل وتزمر حتى صدعت رؤوس الحاضرين، لأن فنكر اختارها من أفضل فرق البلد.
لم يقبل فنكر ابن المعسكر أن يقيم عرسه في صالة من الصالات المعروفة، بل اختار أفخم الصالات التي لا يدخلها إلا أبناء الأثرياء لارتفاع سعرها.
هذه الأجواء جعلت أخوات العريس يتدللن في الطلبات، فلا بد من ارتداء ملابس وعمل كوافير تليق بأجواء الفشخرة التي يريدها فنكر، وبالتأكيد: كله على حساب فنكر لأنه صاحب الفرح.
تزوج فنكر وخرج من عرسه بديون كثيرة .. ولأن الطيور على أشكالها تقع إذا بزوجة فنكر التي تزوجها على أنها موظفة في وكالة الغوث تجلس في البيت بعد شهر من الزواج، وكانت المفاجأة أنها كانت تعمل على بند البطالة المؤقتة.
انتهى شهر العسل، وبدأ أصحاب الديون يطرقون باب فنكر، وراحت السكرة وجاءت الفكرة... بعد أقل من ستة أشهر كان فنكر في السجن فقد رفع عليه التجار دعاوى في المحكمة.
لم تكن هذه هي مأساة فنكر الوحيدة، بل مأساته الكبرى أن زوجته منذ شهرين حردانة في بيت أهلها، لأنه كان يعايرها بأنها ضحكت عليه وخدعته بوظيفتها البطالة، وقد طلب منها أن يأخذ مصاغها الذهبي ليبيعه ليقوم بسداد ديونه فرفضت، ومن ثم توترت الأجواء في القفص الملكي، إضافة إلى أن فنكر اضطر إلى أن ينتقل إلى دار أهله ليسكن في غرفة في بيت العائلة، وذلك لأنه غير قادر على دفع الإيجار، وهذا على خلاف الشرط الذي توافق فيه مع أهل الزوجة بأن لها شقة خاصة.
فنكر لم يكن له ذنب، إلا أنه يحب أن يتفشخر.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السخرية من سن التسعين!!

إيثار.. لا يخطر على بال!!

هل يجوز رفع صوت الراديو بالقرآن الكريم إذا كان يؤذي الجيران؟