ماذا لو نزل الدكتور الجامعي إلى المدرسة؟؟!!
ماذا لو نزل الدكتور الجامعي إلى المدرسة؟؟!!
نور رياض عيد
إن واحدًا من الاتهامات التي توجه إلى التدريس
الجامعي في العالم العربي أنه تدريس نظري.. مثالي.. حالم.. يبتعد كثيرًا عن
الواقع، وينفصل انفصالًا شبه كلي عن سوق العمل.
ويشير الناس بأصبع الاتهام إلى أساتذة
الجامعات، الذين يعتبرونهم يأتون بوسائل وأساليب طبقت في بلدان بعيدة، فيدرسونها
في بيئات غير بيئتها، ثم يتهمون المنفذين بالفشل، والمفترض أن يأتي أولئك الأساتذة
بأساليب ووسائل تناسب واقعنا.
فمثلًا.. يأتي أساتذة التربية وعلم النفس بطرق
تدريسية جميلة ورائعة على الورق، لكنها طبقت في مدارس في دول متقدمة، لا يزيد عدد
طلاب الفصل فيها عن عشرين طالبًا، والمنهج الدراسي خفيف وبسيط، والمدرسة مجهزة
بأحدث الأجهزة، وأجمل الألعاب، والطالب لا يشاهد عنفًا داخل أسرته، كما أن المدرس
لا يعاني من ضغط نفسي ويتقاضى راتبًا يشبه راتب الوزير،، إلخ..
فيأتي الأستاذ الجامعي ليطالب المعلمين في
بلادنا بتطبيق هذه الفكرة... في ظل رواتب متدنية، ومدارس غير مجهزة تجهيزًا جيدًا،
ومجتمع يعاني من مشكلات كثيرة، والأعداد كبيرة، و...
وحينما تثار قضية العقاب البدني، فإن أول ما يدافع به المعلمون عن
أنفسهم، أن أولئك الأساتذة الجامعيين لو نزلوا إلى المدارس، وعاشوا في بيئتنا،
فإنهم سيتصرفون نفس تصرفاتنا، وسيضربون كما نضرب..
وحتى لا يبقى الجدل مستمرًا، وندور في دائرة
مفرغة، فإني أتقدم بهذا الاقتراح، وهو أن يقوم مجموعة
من أساتذة الجامعات -المتخصصين بالتربية وعلم النفس وأي تخصص له علاقة بالتربية
والتعليم- بتدريس طلبة المدارس لمدة سنة أو سنتين.. وأن يطبقوا فيها كل الأساليب الراقية
التي يدرسونها لطلبة الجامعات، ثم نرى النتائج، ونسمع لاقتراحاتهم، وتصويباتهم..
ليس الاقتراح للتحدي، لكننا نريد من ذوي الشهادات
العلمية اقتراب حقيقي من البيئة التدريسية حتى لا تكون أطروحاتهم في الهواء.
بات من المسلم أن النهضة تبدأ من المدرسة،
وأننا إن لم نبدأ بإصلاح التعليم، فسنبقى في ذيل القافلة.
بالفعل نوع من الرقي لان المدرسة هي اساس النهضة
ردحذف