المشاركات

وَهْم الاكتفاء عند الإسلاميين!!

صورة
وَهْم الاكتفاء عند الإسلاميين!! نور رياض عيد - غزة للأوهام تأثير كبير في حياة الناس، فبسببها يرى المرء نفسه والعالم من حوله على خلاف حقيقته، ووهم الاكتفاء هو أحد الأوهام التي تساهم في إعاقة مسيرة العمل الإسلامي، حيث يرى بعض الإسلاميين أنهم يمتلكون كل شيء، وأنهم ليسوا بحاجة لشيء، وأن لديهم من الخبراء والعلماء وأصحاب الكفاءات ما يؤهلهم لقيادة العالم بجدارة. إذا كانت بعض الحركات غير الإسلامية قد تورطت في أزمة تضخيم الآخر (الأمريكي، أو الروسي، أو الصهيوني)، فإن الإسلاميين تورطوا في تضخيم الذات، فأورثهم ذلك رفض الآخر، والاستعلاء عليه، وترتب على ذلك زهدهم بالعلم والخبرة والتجربة الموجودة عند الآخرين، لذلك فهم لا يسعون لثني الركب تحت أقدام الخبراء والعلماء الحقيقيين في أي مجال، فهم ليسوا بحاجة لذلك لأنهم هم الخبراء، والعلماء، والمتشبعين حتى الاكتفاء من كل شيء، بل إن بعض القضايا الكبرى التي عصف بها العالم اكتفى الإسلاميون بكلمات قليلة ذكرت في بعض الكتب الصادرة عن بعض كُتّابهم، واعتبرت القول الفصل.             يصاب المرء بالده...

السلف.. هل كانوا نخبة؟!

صورة
السلف.. هل كانوا نخبة؟! نور رياض عيد - غزة ربما تكون الطريقة التي تعرض بها سيرة السلف الأوائل هي أحد أسباب صناعة التطرف الديني والإحباط النفسي عند مسلمي اليوم، تحت عنوان "أين نحن من هؤلاء؟" يبدأ الخطباء بجلد ظهور المصلين وهم يحدثونهم أن فلانًا من السلف الصالح كان يختم القرآن كل يوم، وأن آخر كان يغشى عليه كلما سمع آية فيها ذكر النار، وأن ثالثًا كان يصلي ثلاثمائة ركعة يوميًا، ورابعًا لم يكن ذكر الموت يفارق فكره وحياته، وخامسًا لم يترك صلاة الجماعة طوال أربعين سنة، وسادسًا وسابعًا و.. وأمام هذه الطريقة في استعراض سير رجال القرون الأولى، تبدأ المقارنة بين المجتمعات الإسلامية الأولى، وبين المجتمعات المعاصرة، فتكون النتيجة هي النظرة السلبية للمجتمعات المسلمة اليوم. لعل قائلًا يقول: ما المشكلة في أن نذكر سير السلف الأوائل؟ هل هذه الأخبار غير صحيحة؟ الإشكالية التي يسلط المقال الضوء عليها ليس في صدق هذه الأخبار أو كذبها، مع أن احتمالية الكذب والمبالغة واردة جدًا، وبالقطع فإن عددًا مما يروى من أخبار السلف فيه كذب ووهم، فالكذابون قد كذبوا على رسول الله صلى الله عليه وس...

أخلاقيات الفقير!!

صورة
أخلاقيات الفقير!! نور رياض عيد (الفقر هو أسوأ أشكال العنف) هكذا رآه المهاتما غاندي، وهكذا رآه المصلحون.. لذلك كان القضاء عليه وعلى آثاره القاسية على سلم أولويات الدول التي تريد النهضة، ولا خير في ذلك المجتمع الذي لا يهتم بفقرائه. وبإمكاننا القول: إن الفقراء نوعان، فقير خاوي الجيب لكنه غني النفس، عالي الهامة، يأبى الذل، أثنى على أمثاله القرآن بقوله: (يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا..).. وفقير خاوي الجيب لكنه ذليل النفس، منكس الهامة، يستمرئ الذل ويرضى به... ومن المؤكد أن للفقير على مجتمعه حقوقًا، وكذلك فإن عليه واجبات، وإذا كان لا مفر من الفقر فلا أقل من أن نكون أمام النوع الأول من الفقراء، وهذا ما يتمنى المقال أن يساهم فيه. من الواجب على الفقير أن يسعى في التخلص من فقره ما استطاع، وألا يستمرئ ذلك، وعليه أن يعلم أنه إذا كان المرء قادرًا على التخلص من فقره ولم يفعل، فإن هذا عيب وليس مفخرة، فالقادر على إطعام عياله من عرق جبينه، لكنه يقصر ويتكاسل فإنه آثم شرعًا، وقد قال عليه السلام: "كَفَى...

المقاومة.. وبندقية غزة!!

صورة
المقاومة.. وبندقية غزة!! نور رياض عيد- غزة لأسباب عديدة تركزت المقاومة الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة، أهمها أن حركة المقاومة الإسلامية حماس هي التي تحكم غزة، ومما لا شك فيه أن قدرات المقاومة قد تضاعفت، وأمسى لديها جيش قوي، ولم تعد عشوائية، بل لديها تنظيم، وتخطيط إلى حد ما. وعلى الرغم من تطور المقاومة إلا أن خياراتها العسكرية في السنوات الأخيرة أمست محدودة، فهي أمام خيارين: إما حالة من الهدوء، أو حرب طاحنة، ولا يوجد خيار ثالث .. وخلال فترات الهدوء تضطر حركة حماس لمنع إطلاق الصواريخ، أو تنفيذ أي عملية في غير وقت الحرب.. ومن الظلم مساواة موقف حماس من إطلاق الصواريخ بموقف السلطة في رام الله، فحماس ما زالت على رأس المقاومة، واختلافها مع مطلقي الصواريخ خلاف على التوقيت لا أكثر... وإطلاق الصواريخ في غير الوقت المتفق عليه يكلف الحكومة التابعة لحركة حماس الشيء الكثير، كما أنه يعيق عملية الإعداد والتجهيز. أمسى واضحًا أن المقاومة أمست محشورة في هذه البقعة الضيقة المكتظة بالسكان والأزمات معًا، فغزة أمست هي ميدان الصراع، فكل طلقة أو صاروخ هي تكلفة لغزة، على خلاف ما كان في (2000-2005...

العابدون الآثمون!!

صورة
العابدون الآثمون!! نور رياض عيد تسمع أحيانًا شكاوى من الناس عن بعض الموظفين بأنهم يؤخرون مصالح الناس بحجة الصلاة أو الانشغال بالعبادة.. فمثلًا تستغرق صلاة الظهر عند بعض الموظفين أكثر من نصف ساعة، وقد ينتظر الناس طويلًا على باب أحد الموظفين لأنه يقرأ القرآن، ويصر بعضهم على أن يغادر مكان العمل ليؤدي الصلاة في المسجد مع علمه أن ذهابه سيزيد من وقت انتظار الناس، وتسمع عن مسؤول يقصر في حل مشكلات الناس وحجته أنه يخلو بنفسه للعبادة. هذه المشاهد وغيرها، تشير إلى وجود خلل في فهم التدين عند بعض المسلمين، وهذا يقتضي تعزيز المفهوم الشامل للعبادة، فالأجر لا يناله المرء بأداء الشعائر التعبدية من صلاة وصيام وغيرها فحسب، بل إن كل عمل يفيد الإنسانية هو عبادة تقربه من ربه ، وقد عرف شيخ الإسلام ابن تيمية العبادة بأنها: "اسم جامع لما يحبه الله ويرضاه، من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة". وعلى المسلم أن يتذكر أن أداء الصلوات الخمس في أوقاتها فريضة، وإتقان العمل كذلك فريضة: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء.."، فإذا كنت تحرص على قراءة القرآن والأذكار والصلوات لتنال الأجر،...

وَمَا فِي سَبِيلِ اللهِ إِلَّا مَنْ قُتِلَ؟!

صورة
وَمَا فِي سَبِيلِ اللهِ إِلَّا مَنْ قُتِلَ؟ ! نور رياض عيد- غزة من الظلم لمفهوم الجهاد في الإسلام أن نتعامل معه على أنه مجرد حمل سلاح فقط، فالجهاد أوسع من ذلك بكثير، فكل مصلحة يحتاجها المجتمع فإنها تعد ثغرًا شاغرًا يحتاج لمرابطين عليه، وحينما تهتم الأمة بالثغور العسكرية وتترك بقية الثغور فإن الحصون بذلك تكون مهددةً من الداخل. ويكفي أن نعلم أن جهاد الحجة والبيان أسماه القرآن الكريم (الجهاد الكبير) حيث قال تعالى: "فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادًا كبيرًا" أي جاهدهم بالإسلام أو القرآن، وقد رد الإمام القرطبي على من أراد إقحام الجهاد بالسيف في الآية بقوله: "وَهَذَا فِيهِ بُعْدٌ، لِأَنَّ السُّورَةَ مَكِّيَّةٌ نَزَلَتْ قَبْلَ الْأَمْرِ بِالْقِتَالِ" [تفسير القرطبي، (13/58)]. وإن اعتبار "سبيل الله" هو العمل القتالي فقط كان أحد الظنون الخاطئة عند الصحابة، فبينما كان الصحابة مجتمعين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ رأوا شابًا قويًا يعمل بجد ونشاط، فتمنوا لو جعل هذا الشاب نشاطه وقوته في الجهاد في سبيل الله عز وجل، فلما سمعهم النبي عليه الصلاة والسلا...

غزة في مواجهة الظلم والظلام!!

صورة
غزة في مواجهة الظلم والظلام!! نور رياض عيد شاهدت التحقيق الذي عرضته قناة الجزيرة يوم أمس حول مشكلة الكهرباء، والذي حمل اسم: غزة تحت الظلم والظلام، علمًا أن هذا التقرير ركز على محطة توليد الكهرباء فقط... ومما يؤسف له أن هذا التقرير لم يأخذ من الاهتمام الغزي بقدر حجم مشكلة الكهرباء. ويؤسفني أن أقول هنيئًا لمن يتاجر بنا، فشبابنا رغم حصولهم على شهادات جامعية إلا أن عددًا منا ما زال لا يمتلك العقلية العلمية المطلوبة، تلك العقلية التي توجب علينا أن نحاكم القول دون أن ننظر لقائله، وأن نقبل الحق من أي إناء خرج. في الهم العام.. من أخطر ما يعيشه الشعب الفلسطيني –وأخص الشعب- هو انحراف بوصلته، وذلك أنه في معظم المشكلات التي تحدث لا يوجه الشعب الفلسطيني غضبه تجاه الاحتلال، أو تجاه الفاسدين من أبنائه الذين يمتصون دماءه.. أولئك الذئاب الذين لا تهمهم إلا جيوبهم، ولا ينظرون إلى اسم أو انتماء صيدهم الذي يريدون افتراسه، بل نبقى في دائرة مغلقة من الاتهام والاتهام المضاد. حديثي إلى الفتحاويين.. بكل ألم أقول: إن أولئك المستفيدين من أزمة الكهرباء والمسجلين على حركة فتح، لن يحرجهم هذا ...