المشاركات

عرض المشاركات من 2014

أنا رئيس حالي!!

صورة
أنا رئيس حالي!! نور رياض عيد مظاهر الفوضى في حياتنا متعددة، بل أمسى غياب النظام أمرًا عاديًا لا يبعث على النقد والضجر، ويريد كل واحد منا أن يمضي في حياته كلها على مزاجه، لا يقيم وزنًا لأحد، ولا يعمل حسابًا لنظام متبع أو لمسئول. أحد الأسباب التي تقف خلف هذه الحالة، تلك العبارة التي نسمعها بين الفينة والأخرى من بعض الناس حينما يقال لهم: "هذا الأمر الذي تقوم به مخالف لخطة العمل، أو للقوانين المتبعة"، فيجيب قائلًا: "أنا لا أتبع أحدًا، أنا مسئول حالي، وآخذ قراري من رأسي". قد يكون من حقك أن تأخذ قرارك من رأسك إذا رفضت العمل في مؤسسة أو إذا استطعت أن تحيا منفردًا ليس لك أي ارتباط بالآخرين، لكن هناك أمور في الحياة ليس بإمكانك أن تتحلل من كل التزاماتها، وأن تمضي على "حل شعرك" كما يقال. الكون كله بني على وجود رئيس ومرؤوسين، فالذرة تتكون من نواة تعد مركزًا للذرة، وتدور حولها إليكترونات، وسرب الطيور فيه قائد تحلق بقية الطيور خلفه، والأسرة يقودها الرجل وتسنده المرأة لتمضي سفينة الأسرة نحو بر السعادة والأمان. لذا يحرص الإسلام حرصًا كبيرًا على أن يظهر ا...

تنازل لتكسب!!

صورة
تنازل لتكسب!! نور رياض عيد يبدو أن طول أمد الصراعات التي نحياها في عالمنا الإسلامي، وكثرة الاتهامات التي نوجهها لبعضنا البعض بالتنازل والتفريط في الحقوق، جعلتنا نصاب بعقدة الخوف من التنازلات، والتعامل مع كل شيء على أنه من الثوابت التي لا يجوز التنازل عنها، حتى أمسينا ننظر للتسامح على أنه نوع من إهدار الكرامة، وهذا أورثنا حالة من الاحتقان والكراهية والتصلب والشدة في مواطن كانت تتطلب منا اللين والرفق، وجعلتنا نقع ضحية لتعظيم أمور كان من الواجب أن تكون صغيرة محدودة. والحقيقة أن هناك أمورًا كثيرةً يكون فيها التنازل أفضل من التصلب والتشنج، ويكون الأذكى والأتقى هو الأكثر تنازلًا فيها، خاصة في مجال العلاقات الاجتماعية التي يستهدفها المقال بالدرجة الأولى، فليس الذكي هو الأكثر تصلبًا على مواقفه، بل هو الأكثر تسامحًا وعفوًا وصفحًا. فكم من مشكلةٍ صغيرةٍ صارت كبيرةً لرفض أحد الطرفين أن يتنازل عن شيء بسيط! وكم من أسرة هدمت بعد أن كانت هانئة سعيدة لرفض أحد الزوجين أن يتنازل عن شيء تمضي رحلة الحياة بدونه! وكم من صلات قطعت بسبب دراهم معدودة لو تنازل أحدنا عنها لكسب قلبًا! وإن لم تعجبك ...

لا تقعدي يا هند!!

صورة
لا تقعدي يا هند!! نور رياض عيد "اقعدي يا هند" ملأت هذه العبارة مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك على إثر انتشار مقطع مصور يحاول فيه أحد النواب الأردنيين إجلاس نائبة كانت تقف بجواره تجادل نائبًا آخرًا، وهو يصرخ: اقعدي يا هند.. وهند تأبى!! لم يكن الأمر الملفت بالنسبة لي هو مشهد الصراخ بين النواب، فهو أمر متكرر في حياتنا، لكن المستفز في المشهد هو توظيف الدين بصورة سيئة، فعجز النائب عن إجلاس "هند" جعله يدعو على مَن جاء بالكوتة النسائية إلى البرلمان، ثم استدل على كلامه بجزء من حديث نبوي: "وَصَلَاتُهَا فِي مَخْدَعِهَا أَفْضَلُ مِنْ صَلَاتِهَا فِي بَيْتِهَا" -علمًا أنه لم يأتِ بنفس ألفاظ الحديث المذكور ولكن الفكرة واحدة- ولا يهمني تحليل المقطع وبيان المحق من المخطئ فيه، ولا أوافق تلك النائبة -التي لا أعرفها أصلًا- على طريقة حديثها، لكني بصدد التعليق على الاستدلال بالنصوص الدينية في تهميش المرأة. وللأسف يريد بعض المسلمين أن يفرض ذكوريته وأن يهمش المرأة باسم الدين، ويلصق ذلك بالأحاديث النبوية، وكأن الرجال لا يصرخون ولا يتصارعون. ومن يعقد مقارنة، سيقف ...

امرأة في المسجد!!

صورة
نور رياض عيد على الرغم من الجهود المبذولة للعودة بالمرأة إلى عصر النبوة، وتحريرها من سجن بعض العادات والتقاليد التي أُلْبست لباس الدين وهي بعيدة عنه، إلا أن هناك بعض المظاهر التي يستغرب المرء من بقائها، ومنها ما يتعلق بصلاة المرأة في المسجد. فمن الملاحظ أن النساء يذهبن للأسواق أكثر من الرجال، وقد يستغرق التسوق ساعات، مما يؤدي لضياع عدد من الصلوات، خاصة إذا كان التسوق في ساعات المساء، والسؤال الذي يطرح: أين مصليات النساء؟! ولو وجدت هذه المصليات: لماذا لا تفتح أبوابها إلا في صلاة التراويح أو الجمعة؟! يحدثني صديقي الذي يدرس في تركيا: أن النساء في تركيا يدخلن عددًا من المساجد فيصلين في الجزء الخلفي من المسجد، ويفصل بينهن وبين الرجال فاصل خشبي وقد لا يوجد الفاصل، وتمضي الأمور بصورة طبيعية، ولا يحدث كل ما قد يفكر به أحدنا. ولو عدنا لمسجد النبي عليه الصلاة والسلام، لرأينا مشهدًا جميلًا، حيث كانت النساء يصلين معه جميع الصلوات بما فيها صلاة الفجر، ولم يكن هناك فاصل بين الرجال والنساء، فكان الرجال يصلون في الجزء الأمامي، وكانت النساء يصلين في الجزء الخلفي... فلماذا لا يطالب أحد ب...

ما قبل حد الرجم!!

صورة
ما قبل حد الرجم!! نور رياض عيد جدل كبير عايشناه قبل مدة على إثر قيام تنظيم الدولة "ما يعرف باسم داعش"، برجم امرأة ارتكبت جريمة الزنا في سوريا كما جاء في الشريط.. وتناقش الكُتّاب في مشروعية الرجم في الإسلام، لكن ما أود الإشارة إليه في هذا المقال: أنه إذا كان حد الرجم-الذي أرجح قول جماهير العلماء بأنه باقٍ ولم ينسخ- يشكل جزءًا من التشريع الجنائي الإسلامي، فإنه يشكل من وجه آخر جزءًا أساسيًا من النظام الاجتماعي الإسلامي، وذلك لأنه يحافظ على مؤسسة الأسرة التي تعد اللبنة الأساس في بناء المجتمع. ومن المهم الانتباه إلى أن العقوبة هي العلاج الأخير: "آخر العلاج الكي"، وحينما تُقدِم الدولة المسلمة على العقوبة فإنها تُقدِم عليها بقلب الأب الحنون الذي يعاقب ابنه وقلبه يتقطع شفقة وحزنًا، ويتمنى لو أنه لم يضطر لهذه العقوبة! السؤال الذي يطرح هنا: مع إقرارنا بهذه العقوبة، لكن أين بقية النظام الاجتماعي؟ أين الحلول العملية التي يقدمها الإسلاميون لبقية المشكلات الاجتماعية مثلًا؟ لماذا يبدأ بعضنا بنظام العقوبات ولا يقدم رؤى واضحة في بقية الأمور؟! وأضرب لذلك أمثلة منها:...

نبش القبور!!

صورة
نبش القبور!! نور رياض عيد يحلو لبعض الناس أن ينبش القبور وأن يعيش بين الأموات، بدلًا من النظر للأمام، والتفكير في المستقبل، ودراسة التاريخ لاستخلاص عبره. لا زلنا إلى اليوم نعاني من ويلات ذلك الصراع الذي حدث بين صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ليتنا ندرس قتالهم لاستخلاص الدروس وتقييم التجربة السياسية التي أورثونا إياها، لكن بعض الأمة اليوم يدرس التاريخ ليتعصب كل واحد منا لطرف، ثم يقف ضد آخرين، وجميع الذين نحاكمهم اليوم قد أفضوا إلى ما قدموا. ولا يزال بعض من يكتب أو يدرّس العقيدة في هذه الأيام مصرًا على أن يُحمّل تلاميذه السيوف ليخوضوا معركة الدفاع عن العقيدة ضد أهل القبور من المرجئة والدهرية والمعتزلة والجهمية والخوارج (وغيرها من الفرق التي ربما لم يسمع عنها الطالب طوال حياته). ومن مظاهر تلك النفسية: أن تأتي ذكرى وفاة أحد القادة أو الزعماء فبدلًا من تقييم تجاربهم للاستفادة منها، نخوض معركة التأييد أو الخصومة، وربما نتجادل ونختلف حول حكم الترحم عليهم أو لعنهم، وهكذا.. فلنقرأ التاريخ لنعتبر بما فيه.. ومخطئ ذلك الذي لا يدرس تاريخه، بحجة أنه لا يجوز الاقتراب من أخطا...

ماذا سنقول للعالم؟!

صورة
ماذا سنقول للعالم؟! نور رياض عيد لا زلت أذكر في موسم الحج قبل الماضي يوم أن كنت أركب سيارة أجرة، ورافقني في الطريق شابان أندونيسيان، تجاذبنا أطراف الحديث وذلك حينما علما أنني فلسطيني من غزة. سررت كثيرًا باهتمامهم بقضية فلسطين، ومتابعتهم لأخبار القدس والأقصى، وحزنهم على ما يحدث في القدس من حفريات وتهويد. قبل أن أنزل من السيارة سألني أحد الشابين وكأنه يسائل نفسه: لكن لا ندري لماذا يتقاتل المجاهدون في فلسطين؟ لماذا يتقاتل مجاهدو حماس ومجاهدو فتح؟! حينها سكت، ولذت بالصمت، فالصمت أبلغ في جراح مصائبنا من الفم. من المهم حينما يخرج ساستنا ليمارسوا الردح والردح المضاد أن يتذكروا أولئك الذين يعشقون فلسطين ويحبون أهلها وينتظرون يوم تحريرها. الأصل أن تكون نظرتنا أن الشعب الواحد كالأسرة الواحدة، فحينما يقتتل الإخوة الأشقاء داخل البيت الواحد، فإن الأب سيكون متألمًا مجروحًا بغض النظر عن المحق أو المبطل من أبنائه، فكلهم أبناؤه، والألم ألمه! صراعاتنا ومشكلاتنا وردحنا الداخلي سواء كان داخل فصيل واحد أو بين الفصائل أو المستقلين أو من أي أحد فلسطيني يضرنا كلنا ويؤخر قضيتنا، ويؤ...

جرعات من الشك والتردد!!

صورة
جرعات من الشك والتردد!! نور رياض عيد حمل سلاحه وقال بأعلى صوته: الله أكبر.. الله أكبر، ثم أطلق رصاصات فأردى مسلمًا قتيلًا، دون أي محاكمات أو إحضار بيّنات أو عقدٍ لمجلس قضاء، على الرغم من فداحة فعله فليست الغرابة في القتل، لكن العجب –كل العجب- كان في تلك الثقة التي يحملها في صدره التي تجعله يوقن: أن المقتول في النار، وأن هذا القتل هو طريقه نحو الجنان، ومصدر الثقة فتوى قرأها في كتاب أو سمعها من شيخ أو انتشرت بين أفراد جماعته. من أخطر المشكلات التي نعاني منها اليوم تلك الوثوقية التي تعسكر في صدورنا، فلا تردد لدينا ولا مراجعة، بل إن الأمور وصلت لدينا حد القطع واليقين الذي لا يقبل الشك والسؤال، على الرغم من اعترافنا بضحالة فكرنا وقلة علمنا. نحن بحاجة ماسة اليوم إلى جرعات كبيرة من الشك والتردد والتفكير والتروي، نحتاج اليوم لمن يزعزع ثقتنا بأفكارنا، ويحررنا من أطواق الوثوقية التي تأسرنا وتخنقنا. قد يسأل سائل: هل لديك شك في دينك يا هذا؟ أتشك في الإسلام؟ أجيبه: حنانيك عليّ أيها العزيز، فأنا أحمد الله على نعمة الهداية للإسلام، لكن شكوكي: هل الفكر الذي أحمله في رأسي هو الإسل...