لماذا يفوز إسلاميو تركيا ويفشل غيرهم؟[1]
لماذا
يفوز إسلاميو تركيا ويفشل غيرهم؟[1]
[الحلقة الأولى]
نور
رياض عيد
قبل
أن أذكر أهم ما يميز التجربة الإسلامية التركية عن غيرها من التجارب العربية، أؤكد
أن ذكري للنقاط الإيجابية لا يعني أن حزب العدالة والتنمية التركي ليس له أخطاء وانتقادات،
وأن التحدث بالإيجابيات لا يعني إغفال السلبيات، لكني أذكر الإيجابيات هنا حتى نستفيد
منها:
أولًا: فاز حزب العدالة والتنمية
لأنه فهم أن الانتصارات تأتي عبر العمل والإنجاز، وليس عبر الرؤى والمنامات،
فأردوغان لم يأت لأبناء الحزب ليقول لهم: "اطمئنوا.. لقد رأيت النبي في المنام،
وأمرني أن أجلس على كرسي الحكم"، بل كان لسان حاله: "اعملوا بكل ما أوتيتم
من قوة... ولن يضيع الله أجر من أحسن عملًا".
ثانيًا: فاز العدالة والتنمية لأنه لم يقدم برنامج شعارات فضفاضة غير
محددة المضامين: "الإسلام هو الحل – المستقبل لنا – سننتصر - .."
بل قدم لشعبه برنامجًا واضحًا محددًا: "تقليل البطالة – تقليل المديونية – تحسين
الوضع المعيشي – تحسين السياحة - ..." وبمخططات واضحة ومحددة بالأرقام،
واستطاع أن يحققها خلال فترة حكمه.
ثالثًا: فاز
العدالة والتنمية لأنه لم يوسع دائرة الثوابت، وكان حزبًا مرنًا قادرًا على فهم المتغيرات،
وفهم أن السياسة في الإسلام ما هي إلا تحقيق المصالح وفق الممكن،
وأن تطبيق الشريعة في الحكم مثله مثل بقية الأحكام ينطبق عليه قوله تعالى: "فاتقوا
الله ما استطعتم"، "لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها"، وقد عبر أردوغان
عن ذلك بقوله: "لم أتغير، ولكني تطورت".
رابعًا: فاز العدالة والتنمية لأنه لم يكن أسيرًا لنظرية المؤامرة، كما لم
يكن غافلًا درويشًا لا ينتبه لما يحاك ضده، فهو يعلم أن عالم السياسة لا يخلو
من المؤامرات، لكنه لم يضيع وقته وجهود أبنائه في الصراخ: "المؤامرة – المؤامرة"،
بل استغل كل لحظة في تطبيق برنامجه الإصلاحي الذي يخدم شعبه ويحسن من أوضاعه، كما أن
عيون أجهزته الأمنية كانت متيقظة لكل محاولة انقلاب أو تخريب للبلاد، وكان يحسن
التعامل مع المؤامرات بكل الوسائل المتاحة أمامه القانونية والإعلامية
والدبلوماسية و...
خامسًا: فاز العدالة والتنمية لأنه خاض الانتخابات بلغة السياسة، دون أن
يخلطها بالدين، وبذلك حمى الدين من أن يخسر في ميدان السياسة، بل كانت لغته
هي لغة السياسة والقانون وتحقيق النجاحات السياسية، دون تكفير أو تفسيق أو تبديع،
وابتعد عن لغة: الحزب الرباني، والوعد الإلهي و...
وللحديث بقية في الحلقة
القادمة،،،
بارك الله فيك شيخ نور
ردحذفنحن بحاجة لقيادة شابة حكيمة متقبلة للآخر، والأهم أن تكون ذات علم ومتخصصة في علوم السياسة والإقتصاد إلخ..
يجب أن تستغل قدرات الجميع وليس فقط الشيوخ وأصحاب المكانات الحزبية. فإذا تمت الإستفادة من ذوي الخبرة كلٌ في مجاله وتخصصه، فبالتأكيد سنرتقي...