أمة "اقرأ" الصهيونية!!

أمة "اقرأ" الصهيونية!!
نور رياض عيد

لا ينكر أحد الدور الرائد للعلم في نهضة الأمم وتقدمها، فهو يبني بيوتًا لا عماد لها، خاصة في زمن التكنولوجيا الذي أمسى الصراع فيه صراع عقول وأدمغة قبل أن يكون صراع أسلحة.
ويأتي هذا المقال لمقارنة حالنا كعرب مع الكيان الصهيوني الغاصب الذي يحتل فلسطين الحبيبة... ولعل السؤال الذي يرد هنا: لماذا المقارنة مع الكيان الغاصب؟؟
والجواب: مع علمنا بأن دولة الاحتلال ليست هي الأولى على العالم في العلم والقراءة، إلا أن هناك عدة أسباب تجعلنا نقارن أنفسنا بها، منها:
·      إن قصر عمر هذه الدولة وقدرتها على التقدم السريع مقارنة بدول عمرها مئات السنين يجعل من الواجب علينا أن ننظر إليها نظرة تعجب.
·       إن هذه الدولة تعيش في نفس المنطقة الجغرافية التي نعيش فيها، فلماذا يتقدمون ونتراجع؟! ما الذي يمنع الدول العربية المستقلة – خاصة الغنية منها- من أن تتقدم وتحصل على مراكز متقدمة؟
·      إن دولة الاحتلال هي عدونا المركزي، ولا تتوقف عن المكر للعالم العربي والإسلامي وزرع الفتن بين أبنائه، وهذا يوجب علينا أن نتعرف على عدونا، وندرك أسرار قوته كي نقوي أنفسنا وننتصر عليه.
وإذا نظرنا إلى واقع الأمية، نجد أن نسبة الأمية بلغت في مصر في الفئة فوق سن الخامسة عشر (29.6%)، بينما بلغت في الكيان الغاصب المجاور لمصر (2.9%)، وفي الفئة العمرية من سن (15-24) تبلغ في مصر (15.1%) بينما في الكيان الغاصب (0.2%) حسب تقارير 2006م.
وقد بلغ عدد زوار معرض الكتاب العبري للعام 2004م حوالي مليون زائر، وبلغ عدد الكتب المباعة حوالي 600 ألف كتاب، ويباع في دولة الاحتلال حوالي 36 مليون كتاب سنوياً، منها 15 مليون كتاب مدرسي، ويبلغ معدل ما يقرؤه الإسرائيلي حوالي 11 كتابًا في العام، بينما متوسط  قراءة العربي ربع صفحة سنويًا.
وأما عن واقع الجامعات في الكيان الغاصب، فنذكر أن القادة الصهاينة أنشؤوا الجامعة العبرية ومعهد التخنيون قبل تأسيس دولتهم المزعومة، وقد حصل رئيس الدولة الأول حاييم وايزمان على الدكتوراه مع مرتبة الشرف في الكيمياء سنة 1899م.
وحسب تصنيف شنغهاي للجامعات لعام 2015م، ذكرت جامعتان من الكيان الصهيوني ضمن أفضل 100 جامعة، ولم تذكر أي جامعة عربية ضمن الـ 100 جامعة الأفضل أكاديميًا على مستوى العالم، وبالإجمال فقد ذكرت ست جامعات من دولة الاحتلال ضمن أفضل 500 جامعة في العالم، في حين ذكرت خمس جامعات عربية فقط... وعلى القارئ أن يلاحظ أننا لا نقارن دولة الاحتلال بدولة عربية واحدة في هذه النقطة، بل نقارنها بالدول العربية مجتمعة.
وتحتل إسرائيل المركز الـ15 على مستوى العالم في إنتاج الأبحاث، وقياسًا بمساحتها وعدد سكانها، فهي الأولى على العالم في إنتاج الأبحاث والاختراعات.
ولا غرابة في ذلك إذا علمنا أن ما ينفقه الكيان الغاصب على البحث العلمي والإنجازات التفنية يعادل (4.9%) من ناتجه القومي، وتعد هذه أعلى نسبة إنفاق في العالم على العلم، ويفوق ما تخصصه كل الدول العربية مجتمعة بنحو ثلاث مرات ونصف.
لمن يرغب بالاستزادة، ومطالعة الإحصائيات:
-     كتاب "العلم وتقدم الأمم": د. راغب السرجاني.
-     كتاب "مراكز البحث العلمي في إسرائيل": د. عدنان أبو عامر.
-      مقال على الإنترنت بعنوان: على من تقرأ.. معرض الكتاب: رولا عبد الله.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السخرية من سن التسعين!!

إيثار.. لا يخطر على بال!!

هل يجوز رفع صوت الراديو بالقرآن الكريم إذا كان يؤذي الجيران؟