العدو يفرقنا.. فهل يجمعنا الشباب؟

        العدو يفرقنا... فهل يجمعنا الشباب؟!       
                                        نور رياض عيد

بات من الواضح أن الأعداء يعملون بكل قوة من أجل تقسيم الأمة وتفتيتها، وليس الأمر مجرد تحليلات وتوقعات بل إن دور العدو الصهيوني في تقسيم السودان لا ينكره الصهاينة أنفسهم، ومسلسل التقسيم والتفتيت لم يتوقف عند السودان، فهم لا يتوانون في العمل على تفتيت ما يستطيعون من الدول الإسلامية ضمن سياسة إضعاف العدو، وتعكف بعض مراكز الأبحاث في دولة الكيان على دراسة الأقليات ونقاط الضعف الموجودة في الدول الإسلامية من أجل أن تدخل من خلالها.
ليس عجيبًا أن يقوم الأعداء بذلك، لكن العجيب كل العجب أن يحدث ذلك أمام عيوننا، ونحن نتفرج.. فعدونا يعمل بجد على تقسيم المقسم ونحن نلهو ونعبث.
وإنه لمن المؤسف أن يكون العالم الإسلامي حقلًا للألغام التي تنفجر على شكل صراعات بين سكانه في أي لحظة، فالعائلات والقبائل والطوائف والأحزاب في بلادنا تتقاتل على أي شيء.
لذلك كان من الواجب على الشباب أن يكونوا بارين بأمتهم، وأن يعملوا على لمّ شملها، ورص صفوفها، والحفاظ على ما تبقى من وحدتها، وذلك من خلال وعيهم وحرصهم على أهلهم.
وإن مما يؤهل الشباب للقيام بهذا الدور، أن المجتمعات العربية والمسلمة مجتمعات شابة، ففئة الشباب تعتبر فيها أغلبية، كما أنه من الملاحظ أن الشباب هم وقود المعارك، فتبدأ المعركة صراعًا بين الكبار ويحترق بنيرانه الشباب.
تروي لنا كتب السير حادثة للنبي صلى الله عليه وسلم تبين لنا كيف هيأه ربه لحقن دماء قومه والحفاظ على وحدتهم في ذلك اليوم، فتقول: إن العرب بعد بناء الكعبة اختلفوا فيمن ينال شرف وضع الحجر الأسود، وكادوا يقتتلون، فعرض عليهم أحدهم أن يحكموا فيما شجر بينهم أول داخل عليهم من باب المسجد فارتضوه، وشاء الله أن يكون ذلك رسول الله u، فلما رأوه هتفوا‏:‏ (هذا الأمين.. رضيناه.. هذا محمد)، فلما انتهى إليهم، وأخبروه الخبر طلب رداء فوضع الحجر وسطه وطلب من رؤساء القبائل المتنازعين أن يمسكوا جميعًا بأطراف الرداء، وأمرهم أن يرفعوه، حتى إذا أوصلوه إلى موضعه أخذه بيده فوضعه في مكانه، وقد رضي القوم بذلك‏.‏
وعلى خطى جده رسول الله r مضى الحسن بن علي سيد شباب أهل الجنة، فتنازل عن الحكم حتى تلتئم وحدة المسلمين، وفيه قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ المُسْلِمِينَ". 

يا شباب.. إن الأمة ليست بحاجة إلى من يذكي فيها نيران الحروب الطائفية والحزبية والعرقية، بل هي تنتظر الشباب الذين يساهمون في صناعة مجتمع متعايش متفاهم.. إن المطلوب من الشباب أن يكونوا صمام الأمان لمجتمعاتهم وعائلاتهم، فإن أخطأ الكبار فعلى الشباب أن يكونوا الأوعى والأتقى والأحرص على حقن الدماء. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السخرية من سن التسعين!!

إيثار.. لا يخطر على بال!!

هل يجوز رفع صوت الراديو بالقرآن الكريم إذا كان يؤذي الجيران؟